ديوان الأعصم
شعر الحسن بن أحمد بن الحسن الأعصم القرمطي الأحسائي
جمع وإعداد : حسين الملاك
مدخل
تعتبر الفترة القرمطية من أكثر الفترات حراكاً في منطقة
الاحساء والجزيرة العربية , ومع ذلك فهي فترة غامضة ومغيبة بسبب غياب المدونات
التاريخية الخاصة بالقرامطة .
ومع
غياب هذه المدونات غاب الكثير من أدب القرامطة وتعرض بعضه للتزيف والتحريف
والتغييب ومع ذلك ظهرت بعض النصوص لبعض شعراء القرامطة وهي نصوص تدل على تمكنهم
الشعري وهو شعر يستحق الدراسة والبحث والمتابعة .
وبين
يديك عزيزي القارئ ما تمكنت من جمعه من خلال المدونات التاريخية والأدبية من نصوص
للشاعر القرمطي الحسن بن أحمد الاعصم وهي نصوص يصلح بأن تكون ديوان للشاعر لتنوعها
في المواضيع والأوزان والقوافي .
سنتطرق
هنا وبشكل مقتضب عن الشعر عند قرامطة الاحساء ثم نبذة عن حياة الحسن الاعصم وبعدها
نتوجه إلى شعره بلمحة عن سماته وأغراضه وخصائصه ونماذج من شعره .
اتمنى
انني وفقت في توجيه النظر إلى الحياة الادبية عند قرامطة الأحساء وشعرهم وبالخصوص
الشاعر الحسن الاعصم .
كما
اتمنى من القراء اعلامي بملاحظاتهم واقتراحاتهم لنيتي بإصدار كتاب بعنوان " الحسن الاعصم حياته وشعره "
والله ولي التوفيق
حسين الملاك
29/8/1434هـ
الشعر عند قرامطة الأحساء
لم
يسلم الشعر القرمطي من المصادرة تماما كما هو تاريخهم فالباحث في كتب التاريخ لا
يرى إلا شذرات بسيطة قد تسربت خجلاً أو إنها أوردت كاستشهاد على حدث تاريخي
معين وهي دلالات تدل على ملكات شعرية[1].
كما
أن بعض النصوص يشك في نسبتها للقرامطة فيبدو أن بعض الناقمين منهم وضعوا على ألسنتهم
نصوصا وأشعارا مفتراة لتؤكد ما يرمون إليه من اتهامهم.
كذلك
وخلال البحث لم ترد لنا نصوص لأفراد من داخل المجتمع القرمطي الأحسائي غير من
يتعلقون بالبيت الحاكم من الأسرة الحاكمة والوزراء والكتاب وشعراء البلاط إلا خبر
انتقال الخبزأرزي إلى الأحساء.
ومن
شعراء قرامطة الأحساء مؤسس الدولة القرمطية أبو سعيد الجنابي والذي يبدو من تراثه
الشعري انه من المقلين[2]
أو المصادرة نصوصهم.وأبنه أبو الطاهر الجنابي[3]وحفيده
شاعرنا صاحب الديوان الحسن بن أحمد بن أبي سعيد الجنابي وكذلك شاعر بلاط أبي سعيد
القفطي الشيباني[4]
وكاتب القرامطة[5]
الشاعر المعروف كشاجم وأسمه أبو الفتح الحسين محمود ثم أبنه نصر ويعرف بابن كشاجم وقيل كشاجم كأبيه والشاعر المجيد
الخبزأرزي وهو نصر بن أحمد بن نصر توفي سنة 319هـ[6].
نبذة
عن حياة الحسن الأعصم
الحسن
بن أحمد بن ابي سعيد وقد اختلف في أسم أبي سعيد فقيل الحسن بن يوسف بن كوذربار[7]وقيل
الحسن بن بهرام من أبناء الفرس[8]وقيل
أنه الحسين بن علي بن محمد بن عيسى بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب .
ويكنى
بابي علي وقيل أبي محمد وقيل أبي سعيد
أما
ألقابه فاشهرها القرمطي نسبة إلى القرامطة .
والأعصم
وهو من أشهر ألقابه وقصير الثياب لأنه كسائر قومه يلبسون الثياب القصيرة البيضاء
وقصير الركاب لأنه كان قصيرا ويستخدم كرسيا للركوب على الخيل .
ولد
الحسن الأعصم بالأحساء في شهر رمضان سنة 278هـ وعاش في كنف أسرته – الأسرة الحاكمة
–وعاصر فترة تكوين الدولة وما جرى فيها من أحداث وتطورات .
ثم
يغيب دور الحسن بن أحمد الأعصم في المصادر التاريخية فلا يعود اليها إلا في آخر
عمره المناهز لثمان وثمانون عاماً.
ولما
حكم الفاطميون دمشق قطعوا ما يحمله أبن طغج من الأموال سنوياً وتقدر بثلاثمائة ألف
دينار.
وحاول
الأعصم استمالة جميع الأطراف التي كانت على عداء مع الفاطميين مثل العباسيين
والحمدانيين والعقيليين وبعض قبائل العرب وخطب في المساجد للخليفة المطيع لله
الفضل بن المقتدر وطلب من السلطان البويهي عز الدولة أن يمده بالمال والرجال ووعده
بطرد الفاطميين من الشام ومصر وانه سيحكمها باسم آل بويه ووافق عز الدولة على ذلك
رغم رفض الخليفة العباسي وسانده الحمدانيون فسار الأعصم بجيشه إلى الشام واحتل
دمشق ثم الرملة ثم سار إلى القاهرة فاحتل القلزم سنة 361هـ ونهبها ثم سار إلى عين
شمس واستولى عليها وسار إلى القاهرة حيث كان ينتظره الجيش الفاطمي الذي قاتل ببسالة
مما اضطر الحسن الأعصم للعودة إلى الأحساء ليلم جيشه.
ثم
دعاه افتكين طالبا منه النجدة والحضور إلى دمشق وتواجه الأعصم وافتكين مع
الفاطميين وتفكك الجيش وانهزم الأعصم إلى طبرية ومات فيها في يوم الأربعاء لسبع
بقين من رجب عام 366هـ واستلم قيادة الجيش القرمطي جعفر بن سعيد الجنابي الذي اتفق
مع العزيز بالله على أن يدفع له مبلغا سنوياً قدره عشرون ألف دينار طيلة حياته ولا
يعود إلى الشام وظل الأمر كذلك حتى وفاة العزيز بالله [9], ثم سار إلى
الأحساء وقد حمل معه جثمان الحسن الأعصم ودفنه هناك[10]
السمات
الرئيسية في شعر الحسن الأعصم
اتسم
شعر الحسن الأعصم الموجود في المدونات التاريخية والأدبية بمجموعة من السمات الرئيسية
التي ينبغي تسليط الضوء عليها لمعرفة دورها وأثرها على شعره :
1-
أن أغلب شعر الأعصم الموجود في
المدونات إن لم يكن كله قيل في فترة متأخرة جداً من عمره المديد فالحسن الأعصم عاش
88 سنة عاصر فيها أحداثاً كثيرة وقطعاً انها أثارت قريحة شاعرنا ليصدح بالشعر مع
تنوع أغراضه .
2-
أن شعره الموجود قد قيل خارج بلاده
فأغلبه قيل خلال فترة حربه مع الفاطميين في الشم وفلسطين ومصر وغاب شعره في مسقط
راسه الأحساء .
3-
إن النصوص الموجودة جاءت مبتورة
مبتسرة في محل الاستشهاد وليست محل الاستقصاء والدراسة فجاء أغلبها في البيتين والثلاثة والأربعة ومع
الاسف فأن الشعر القرمطي قد تعرض للمصادرة والتكتم كما أن المدونات القرمطية لم
تصل الينا فساهم ذلك في غياب الكثير من نتاجه الشعري.
4-
تحمل المدونات شهادات بشعرية الحسن
الاعصم من ناحية الجودة والكثرة كما تحمل بعض الصفات التي يتحلى بها الشاعر مثل
قوة البديهة والحضور الشعري حيث تترجم القريحة الشعرية ما يعتلج في النفس من أفكار
وعواطف توحي بقوة العزيمة وحسن لتدبير وصدق المشاعر .
5-
أن شعره سلس العبارة واضح الفكرة
مفهوم المغزى ذو رسالة واضحة .
6-
لغة الحسن الأعصم الشعرية هي لغة عربية فصحى غير
متكلفة ولا مستوحشة اللفظ بل تميل إلى
الالفاظ القريبة الى الذهن وربما كان ذلك لأن الهدف منها ايصال الرسالة بكل وضوح
وتحقيق الغاية منها .
الأغراض
الشعرية:
تنوعت
اغراض الشعر عند الحسن الاعصم وتعددت مواضيعه فقد جادت قريحة شاعرنا الحسن الأعصم
في أغلب أغراض الشعر كالفخر والرثاء والهجاء والوصف والغزل .
وكان
لهذا التنوع دلالة على تمكن الشاعر وقدرته الشاعرية في التفاعل مع شتى المواضيع
بروح شعرية ذات صبغة شمولية .
ومع
ان النصوص الواردة هنا كانت في اواخر عمره وكانت خارج موطنه الا انها تحمل دلالة قوية تدلل على تمكنه وسرعة تفاعله مع الاحداث .
الخصائص الشعرية :
1-
الوحدة الموضوعية :
لم
يلتفت الرب الاوائل إلى وحدة القصيدة بل اهتموا بوحدة البيت ولكن هذا الراي تغير
فيما بد واصبحت القصيدة التي تشتغل على غرض واحد دلالة تميز ونصوص الحسن الاعصم
ذات وحدة موضوعية ويظهر ذلك بجلاء اكثر في داليته الطويلة نسبيا أما بقية النصوص
فان كانت وصلت الينا عبر استشهادات الا انها جميعا كانت تدور في فلك الغرض الواحد
.
2-
اللغة الشعرية:
اللغة
الشعرية عند الاعصم هي لغة صحيحة وسهلة والغريب فيها نادر فهي لا تحتاج الى شرح او مراجعة للقاموس بل يعرف من
القرائن والسياق كما لا توجد الفاظ عورة في شعره فكلها ناعمة وشاعرية وملساء
.
3-
الإيقاع الشعري :
الايقاع
الشعري هو ما يتعلق بالوزن والقافية والموسيقى الداخلية وقد التزم الحسن الاعصم
بذوقية عصره كما تنوعت الاوزان والقوافي - كما ستظهر للقارئ فيما بعد - وهذا دليل تمكن
ومقدرة شعرية رائعة .
4-
الخيال الشعري :
وهو
دلالة القدرة الشعرية فالشاعر صاحب خيال واسع وخصب ومنتج ومن الصور التي اشتغل عليها الخيال الشعري عند
الحسن الاعصم هذه الصورة
ولكني
ملكت فصار حالي كحال البدن في يوم الاضاحي
يقدن
إلى الردى فيمتن كرها ولو يستطعن طرن مع الرياح
يصور
الشاعر حاله وهو عاجز عن تغيير حظه وعجزه امام الموت كحال الاضاحي التي تنتظر
الموت المحتوم ولو تمكن من التحليق بعيدا عنه لطرن مع الرياح .
وكذلك
قوله في وصف شمعة
اذا غازلتها الصبا حركت لساناً من الذهب الأملس
وكذلك
ونحن من النور في أسعد وتلك من النار في أنحس
حيث
اضفى على الاشياء الاحاسيس الانسانية فالريح تغازل والشمعة تتفاعل وهي تعطي فنسعد
بعطائها إلا انها تتعذب من هذا العطاء وهذا من الخيال الجميل.
5-
التصوير الشعري:
الصورة
الشعرية هي نبض القصيدة وحياتها وقد قسم القدماء الصورة الشعرية إلى تشبيه
واستعارة وتمثيل ومن جميل تصوير الحسن الاعصم
وخد كورد الروض
يجنى بأعيk وقد عز حتى أنه ليس يقطف
"
والشطر الأول من البيت لا جديد فيه إلا تشبيه عيون الناس بالحصادين وقاطفي الزهور
وقد فرض هذا التشبيه نضج خد الغلام وجماله أما عجز البيت ففيه تلك المماحكة
بين صعوبة الوصول إلى الغلام المقترنة بالعزة والتمنع وصعوبة قطف بعض الزهور
النادرة والمحروسة جيدا والصورة حسية هنا بكل ما تعنيه الكلمة وفيها الكثير من المغالاة
وكأن صاحبها يفكر بأصابعه لا بعقله وقوة الحس واضحة في الاشتهاء اللا مرئي للتمتع
بهذا الجمال "[11]
شعر الحسن الأعصم
-1-
"كان
الحسن بن أحمد قصيراً له كرسي من خشب يصعد عليه حتى يركب, وكان لا يركب من الخيل
إلا أقواها, وقال يرد على من عيره بالقصر"[12]:
(الخفيف)
زعموا
أنني قصير لعمري ما تكال الرجال بالقفزان
إنما المرء باللسان والقلــ ـب وهذا قلبي وهذا لساني
-2-
"وقع
في أخر يوم من أيام حياته توقيعا بخطه لم يفهم من ضعف يده, فاستثبت قيه فتنبه
وقال"[13]:
(الوافر)
رأو خطي نحيلا فاستدلو به أني على جسم نحيل
وقد قويت أسطره بجهدي ولكن ما استحال من الذبول
-3-
قال
يرثي جعفر بن فلاح:
(مجزوء الكامل )
أعـزز علي بقـتله لـشبابـه وأبـوتـه
قد كنت ذا خوف عليـ ـه لبطشه و-جراءته
وجمـالـه وكمالـه وحـيائـه ومروءته
وعـطائه ووفـائـه وبـهائـه ورئـاستـه
وحبـائه لعدته وجميل وصف
سياسته
حاو خصال الخير لم يمـتن قط ولم يتـه
فاق المغارب جوده فـعلا تعالى همته
جاد الإله في علياه في الأخرى بسكنى جنته
-4-
"قال أبو عبد الله الحسين بن عثمان الخرقي
الفارقي الحنبلي التميمي: كنت بالرملة سنة ست وخمسين وثلاث مئة، وقد ورد إليها أبو
علي القرمطي القصير الثياب، فاستدناني منه وقربني إلى خدمته، فكنت ليلة عنده إذ
أحضر الفراشون الشموع، فقال لأبي نصر بن كشاجم - وكان كاتبه - يا أبا نصر، ما
يحضرك في صفة هذه الشموع، فقال: إنما نحضر في مجلس السيد لنسمع من كلامه ونستفيد
من أدبه. فقال أبو علي في الحال بديهاً"[14]
(المتقارب)
ومجدولة مثل صدر القناة
تعرت وباطنها مكتسي
لها مقلة هي روح لها
وتاج على هيئة البرنس
إذا غازلتها الصبا حركت
لسانا من الذهب الأملس
وان رنقت لنعاس عرا
رقطت من الرأس لم تنعس
وننتج في وقت تلقيحها
ضياء يجلي دجى الحندس
فنحن من النور في أسعد
وتلك من النار في أنحس
تكيد الظلام
ومـا كـادهـا
تفنى
وتفنيه في مجـلـس
-5-
كتب
إلى جعفر بن فلاح والي دمشق قبل لقائه:
(البسيط)
الكتب معذرة والرسل مخبرة
والحق متبع والخير موجود
والحرب ساكنة والخيل صافنة
والسلم مبتذل والظل ممدود
فان أنبتم فمقبول إنابتكم
وان أبيتم فهذا الكور مشدود
على ظهور المطايا أو يردن بنا
دمشق والباب مهدوم ومردود
إني امرؤ ليس من شأني ولا أربي
طبل يرن ولا ناي ولا عود
ولا اعتكاف على خمر ومجمرة
وذات دل لها دل وتفنيد
ولا أبيت بطين البطن من شبع
ولي رفيق خميص البطن مجهود
ولا تسامت بي الدنيا إلى طمع
يوما ولا غرني فيها المواعيد
-6-
ومن
مختارات شعره في الوصف:
(الطويل)
وله مقلة صحت ولكن جفونها
بها مرض يسبي القلوب ويتلف
وخد كورد الروض يجنى بأعين
وقد عز حتى أنه ليس يقطف
وعطفه صدغ لو يعلم عطفها
لكان على عشاقه يتعطف
-7-
وقوله:
(الكامل)
يا ساكن البلد المنيف تعززا
بقلاعه وحصونه
وكهوفه
لا عز إلا للعزيز بنفسه
وبخيله وبرجله وسيوفه
وبقبة بيضاء قد ضربت على
شرف الخيام لجاره وحليفه
قوم اذا اشتد الوغى أردى العدى
وشفى النفوس بضربه ووقوفه
لم يرض بالشرف التليد لنفسه
حتى أشاد تليده بطريفه
-8-
وقال
يفتخر بقومه وشجاعتهم:
(البسيط)
أني وقومي في أحساب قومهم
كمسجد الخيف في بحبوحة الخيف
ما علق السيف منا بابن عاشرة
الا وهمته أمضى من السيف
-9-
"كان الحسن بن أحمد يعشق أبا االدؤاد المفرج بن دغفل بن
الجراح فدخل عليه يوماً وفي وجهه أثر فسأله عنه فقال قبلتني الحمى فأنشد[15]:
(الخفيف)
قبلته الحمى ولي أتمنى
قبلة منه من زمان
طويل
حاجة طالما ترددت فيها
قضيت للغريب قبل
الخليل
-10-
ومن
شعره في أبن المفرج قوله:
(مجزوء الخفيف)
هل لنا فرجة إليك
أيا ابن مفرج
لا مني فيك معشر
هم إلى اللوم أحوج
كيف لم يسبهم
عذراك وهو المدرج
-11-
قالها
لما فل جيشه بعين شمس :
(الوافر)
ولو أني ملكت زمام أمري
لما قصرت عن طلب النجاح
ولكنني ملكت فصار حالي
كحال البدن في يوم الأضاحي
يقدن إلى الردى فيمتن كرها
ولو يستطعن طرن مع الرياح
-12-
"كان الحسن بن أحمد قريبا ًإلى
جعفر بن فلاح وكانا يعملان معاً لهدف واحد لكن أهواء العمل السياسي فرقت بينهما
ووقعت الحرب وقتل جعفر , فلم تنسي الخلافات السياسية الحسن الأعصم واجبه نحو صديقه
القديم الذي وضعته الظروف في مواجهته فرثاه بأبيات وجدت مكتوبة على أبواب قصره
"[16]
(الكامل)
يا منزلا لعب الزمان بأهله
فأبادهم بتفرق لا يجمع
أين الذين عهدتهم بك مرة
كان الزمان بهم يضر وينفع
ذهب الذين يعاش في أكنافهم
وبقي الذين حياتهم لا تنفع
-13-
"ويتوعد الحسن الأعصم رجال مصر
لمجرد أنهم أشاعوا أنه تهيب لقاءهم ذات مرة "[17]
فقال:
(الكامل)
زعمت
رجال الغرب اني هبتها
فدمي اذا ما بينهم مطلول
يا
مصر إن لم اسق أرضك من دم
يروي ثراك فلا سقاني النيل
-14-
وقال
في وصف الحجل :
(الطويل)
ولابسةٍ ثوباً من الـخـزِّ أدكـنـا
ومن أحمر الديباج راناً ومعجـرا
مطوَّقة في النحر سبحة عـنـبـرٍ
على أنها لم تلتمس أن يعـطـرا
لها مقلنا جزع يمانٍ تـحـمـلـت
مآقيهما في موضع الكحل عصفرا
مطرَّزة الكمين طرزاً تخـالـهـا
إذا لحظتها العين ثوبـاً مـحـيِّرا
تراها تعاني الضحك عجباً بنفسهـا
إذا أمنت من أن تخاف وتـذعـرا
كمثل الفتى الغضّ الشبيبة مظهـراً
لفرط التصابي والنشاط تبخـتـرا
فتظهر عند الأمن منها تـبـرُّجـا
وتظهر عند الخوف منها تسـتُّـرا
-15-
(الكامل)
ما ضرَّ من لبس الملاحة مغفراً
والبدر سيفاً والغزالة جوشنـا
لو كان أنعم أو أقام على الوفـا
أو كان أجمل أودنا أو أحسنـا
يا قلبه القـاسـي ورقة خـدّه
ألاّ نقلت إلى هنا من ههـنـا
المصادر
1- المقفى الكبير في تراجم أهل مصر
والوافدين عليها , تقي الدين المقريزي , تحقيق محمد اليعلاوي , دار الغرب الإسلامي
, بيروت , الطبعة الاولى , 1407 هـ
2-الآثار الباقية, البيروني , موقع
الوراق
3-
تاريخ ابن خلدون, ابن خلدون. دار الكتب العلمية – بيروت ,الطبعة
الثانية 2003م -1424هـ .
4-
مروج الذهب , المسعودي , تحقيق محمد محي الدين عبد الحميد , المكتبة الاسلامية ,
بيروت
5- مختصر تاريخ دمشق - موقع الوراق
6-
سير اعلام النبلاء ,شمس الدين الذهبي , تحقيق خيري سعيد , المكتبة التوفيقية ,
القاهرة
7- القرامطة،
نشأتهم – عقائدهم – حروبهم, سليمان سليم علم الدين.نوفل – بيروت, الطبعة الأولى
2003م
8-
أخبار القرامطة, د. سهيل زكار.دار الكوثر –
الرياض , 1410هـ.
9- ثلاثية
الحلم القرمطي, د محي الدين اللاذقاني , مكتبة مدبولي – مصر , سنة الطبع 2005م – 1426هـ
10- الوافي بالوفيات , صلاح الدين
الصفدي ,اعتناء شكري فيصل , المعهد الالماني للأبحاث الشرقية , بيروت 1430هـ
11-
شذرات الذهب للابن العماد – موقع الوراق
حسين علي احمد الملاك
المملكة العربية السعودية
الأحساء – مدينة جواثى
الحليلة
الجوال: 0506947191
ص ب: 8600 الرمز البريدي: الجبيل 31951
البريد الالكتروني:
hussain.al-mallak@hotmail.com
[2]
- ثلاثية الحلم القرمطي 147
[3]
- البيروني, الآثار الباقية,214-لابن تغري بردي , النجوم الزاهرة
,3\229 نقلا عن سليمان سليم علم الدين , القرمطة,254.
[4]
- ثلاثية الحلم القرمطي
الصفحة 167 نقلا عن ميكال يان دي خويه – القرامطة
الصفحة 67.
[5]
- تاريخ أبن خلدون 4\92
[6]
- مروج الذهب 189
[7] - مختصر تاريخ دمشق
[8] - سير اعلام النبلاء ص392
[9]
- القرامطة , نشأتهم –
عقائدهم – حروبهم 281
[10]
- أخبار القرامطة 598
[11] -
ثلاثية الحلم القرمطي ص 200
[13] - المقفى الكبير في تراجم أهل مصر والوافدين
عليها عن أخبار القرامطة ص598.
[14]
- مختصر تاريخ دمشق عن
الوراق 878
[15] - المقفى الكبير في تراجم أهل مصر والوافدين
عليها عن أخبار القرامطة ص601.
لقد استفدت من هذا المقال كثيرا ❤
ردحذف